كد مستشار رئيس الجمهورية للشئون الإستراتيجية الدكتور مصطفى حجازى أن ما تشهده مصر وباقى دول المنطقة من تفاعلات حالية تأتى فى إطار نظريته حول الصراع بين الماضى والمستقبل فى عصر ما بعد المعلوماتية وعن طبيعة الدولة فى العصر الجديد، وتطور العقد الإجتماعى وتجلياته المتمثلة فى دولة سيادة القانون وإحترام حقوق الإنسان وتحقيق الديمقراطية الحقيقية والمساواة والعدالة الإجتماعية.

جاء ذلك خلال المحاضرة التى ألقاها الدكتور مصطفي حجازي بالمعهد الدبلوماسى المصرى التابع لوزارة الخارجية ضمن البرنامج التدريبى الذى يستضيفه المعهد تحت عنوان" الدبلوماسية الجديدة - أفاق العمل الدولى فى القرن الحادى والعشرين" خلال الفترة من 6 إلى 17 ابريل الجاري لمجموعة من دبلوماسيى دول الكومنولث.

وفى ذات السياق، استعرض مستشار رئيس الجمهورية للشئون الإستراتيجية -فى محاضرته التى جاءت تلبية للدعوة الموجهة إليه من المعهد الدبلوماسى المصرى برئاسة السفير الدكتورعلاء الحديدى والصندوق المصرى للتعاون الفنى مع دول الكومنولث والدول الإسلامية الأوروبية والدول المستقلة حديثا برئاسة السفير محمد خيرت وحضرها أيضا الدفعة
الجديدة من الملاحق الدبلوماسيين الدارسين حاليا بالمعهد الدبلوماسى - التطورات السياسية الداخلية الجارية منذ إعتماد خارطة الطريق فى 3 يوليو2013، والجهود الجارية لتنفيذ بنودها وفقا للتوقيتات الزمنية المحددة لها وصولا إلى الإستحقاق الدستورى الثانى المتمثل فى الإنتخابات الرئاسية المقرر عقدها فى مايو 2014 وعلى أن يعقبها الإستحقاق الأخير المتمثل فى الإنتخابات البرلمانية.

وردا على إستفسارات الحضور، طرح الدكتور مصطفى حجازى رؤاه الإستراتيجية بشأن علاقات مصر بمحيطها الإقليمى والدولى فى سياق التغيرات الجذرية التى شهدها المجتمع المصرى بعد ثورتى 25 يناير2011 و30 يونيو2013، وكذا فيما يتعلق بالـ " دبلوماسية الجديدة" والتى يتوجب فى إطارها أن ينفتح الدبلوماسى على طبيعة العصر الحالى، وكيفية تطور تفاعل الدبلوماسى مع كافة المستجدات الإقليمية والخارجية فى ضوء إختلاف النسقالمعرفى الإنسانى بما يخدم مصالح بلده وبحيث يكون قادرا على تحقيق التواصل المأمول بما يتواكب مع لغة المجتمع الخارجى.

وثمن الدكتور مصطفي حجازي فى هذا الصدد الجهود التى تبذلها وزارة الخارجية حاليا فى هذا الإتجاه بإنتهاج دبلوماسية أكثر تفاعلية وتواصلا وتعددية، وبصورة تدريجية ممنهجة ومتوازنة بما يحقق المصالح الذاتية للوطن ويعيد الدبلوماسية المصرية إلى مكانتها المتميزة.

كما أكد على ضرورة إتساق الدبلوماسية الجديدة مع صيغة إستراتيجية جديدة لعلاقة مصر بعالمها فى سياق التغيرات الجذرية فى الثقافة الإنسانية التى يشهدها العالم الأن شرقا وغربا.